لا يمكن لأحدنا أن ينكر أنّ أغلبنا يعاني من هذه المشكلة أثناء الدراسة، حيث الشعور بالملل وعدم القدرة على المتابعة واستكمال الدراسة. لكن نحن لا نملك الرفاهية دائمًا للتوقف عن الدراسة وممارسة أي نشاط آخر، لا سيما في الأوقات التي تعني اقتراب الامتحانات، والتي نجد أنفسنا مجبرين فيها على الدراسة تحت أي ظرف.
في الواقع المسألة بأكملها تتعلق بالرغبة الداخلية، حيث ندرك بأنّ الاختيارات الأخرى المتاحة لنا أفضل كثيرًا من الدراسة، كتصفح الفيسبوك مثلًا أو مشاهدة أحد الأفلام، والتي نجد فيها من المتعة ما لا نجده في الدراسة.
لذلك في هذا المقال سنتوقف قليلًا عند هذه المشكلة، ونفكر سويًا في كيفية التغلب عليها.
وجود الهدف من المذاكرة
دعونا نتفق في البداية أنّ من أقوى الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بالملل، هو أنّه لا يوجد لدينا هدف من الدراسة نسعى للوصول إليه، وبالتالي فإنّنا نتعامل مع الأمر على أنّه واجب مفروض علينا تأديته، ولذلك علينا أن نبدأ في التغلب على هذا الشعور.
لا يعني ذلك أن تخدع نفسك وتحاول إقناعها بغير الحقيقة؛ لأنّ النتيجة معروفة من الآن. لكن يمكننا أن نفكر في الهدف الحقيقي، حتى إن كان هذا الهدف هو التخلص من عبء الامتحانات، لأنّه لو حصل ورسبت في المادة، فإنّك سوف تضطر إلى إعادة الامتحان مرة أخرى، وهو شيء لا نرغب به أبدًا.
تفكيرك في أنّ الدراسة، مع كرهك لها، قد يصل بك إلى ما تحلم به في المستقبل، هو شيء رائع جدًا لك، وقد يجعلك تفكر في أنّ الملل قابل للتحمل والابعاد في بعض الأحيان.
بيئة المذاكرة
وحتى يحدث ذلك بأفضل شكل ممكن، فعليك أن تفكر في كيفية تهيئة بيئة المذاكرة الجيدة لك.
حدّد لنفسك مواعيد ثابتة قدر الإمكان للدراسة حتى تعتاد على هذا النشاط، واحرص على أن تكون هذه المواعيد بعيدة عن أوقات النوم.
جهّز مكان الجلوس بحيث يكون بعيدًا عن أيٍ من المشتتات، كالضوضاء أو التلفاز أو النقاشات الأسرية المعتادة، ويكون في إمكانك التركيز على ما تدرسه.
تأكد من ضبط إضاءة الغرفة بحيث تمنحك الشعور بالراحة، لكن لا يجب أن يرتقي هذا الشعور ليصل مرحلة الاسترخاء، فتقودك إلى النوم.
تأكد من إبعاد المشتتات الداخلية، مثل الشعور بالجوع، من خلال تناول الطعام قبل البدء في المذاكرة.
الخطة الجيدة لدراسة المواد
من الأشياء التي تسبب الملل هي المواد الدراسية التي نحن بصدد التعامل معها، ولذلك عليك أن تقوم بتقسيم هذه المواد من ناحية درجة حبك لها، ومن ناحية الصعوبة.
بعد ذلك يمكنك أن تصنع مزيجًا من الاثنين، بحيث تبدأ بمادة تحبها، ومن ثم تنتقل إلى مادة لا تحبها، فيكون لديك الدافع للدراسة. أمّا إن وضعت جدول المذاكرة بشكل خاطئ، فإنّ النتيجة المتوقعة هي الملل.
لذلك اهتم بأن تضع خطة جيدة لدراسة المواد قبل أن تبدأ، بحيث تتوقع المشكلة مبكرًا وتتغلب عليها، وتنجح في توفير الوقت، وتحقيق أكبر قدر من الاستفادة من المذاكرة بعيدًا عن الملل.
المصدر ارجيك
تعليقات
إرسال تعليق