يبدو أن الإنسان لا يزال أمامه الكثير حتى يفهم ظاهرة البيئة التي تحيط به ، كما يبدو أن الإنسان – وإن كان هو المخلوق الوحيد الذي يعقل – ليس هو الوحيد الذي يرحل أو يضحي ... الخ ، فلئن كان البشر يشكلون أمة ، فكذلك تشكل المخلوقات الأخرى أمم لها خصائصها وطرائقها ، يقول عز وجل "وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحية إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون" (الأنعام:38) .
ومن هنا نبدأ.بسواحل النصف الشمالي للكرة الأرضية ، ففي تلك البلاد ، وفي ظلام العصور السحيقة ، عرف الإنسان الأول أسماك السالمون ، فبدأ بناء الحضارات والثقافات ، وفي اللغات القديمة ، أفردت لأسماك السالمون مظاهر الاحترام والترحيب ، وقد وصلت هذه المظاهر إلى حد أن الموت كان عقوبة من يلقي الفضلات والقاذورات في الأنهار ، حيث تقضي أسماك السالمون السنين الأولى من حياتها .
ويقوم سمك السالمون برحلة أو هجرة عجيبة خلال دورة حياته ، والتي تعد لغزا لم يقطع العلماء فيه بإجابة محددة حتى الآن .
وتولد أسماك السالمون في الأنهار ، لكنها لا تلبث أن تهجر هذه الأنهار - فتأخذ طريها إلى البحر المتسع (المياه المالحة) ، حيث يتم نموها حتى تصل إلى مرحلة النضج الجنسي التام ، فتقفل راجعة إلى موطنها الأول لإنجاز مهمة التناسل والموت على أرض الوطن .
وتعتمد أسماك السالمون في العالم على أنهار نصف الكرة الشمالي ، حيث تقضي بها أطوار حياتها الأولى ، لتجوب بعدها البحار ، فتختلط أسماك السالمون من مختلف الجنسيات ، ثم لا تلبث هذه الأسماك – مدفوعة بغريزة الرغبة في البقاء – أن يجتذبها الحنين إلى الوطن ، فيكون اتجاه عودتها إلى النهر واللافت للنظر أن هذه الأسماك على علم تام بخواص المنبت ... فهي مكونات البيئة التي ستضع فيها السمكة بيضها ، والتي ولدت هى ذاتها فيها ... وهنا يكتفي العلم بالقول بأنها "شفرات وراثية ..و"ميل" طبيعي .
وبعد ذلك تنطلق الأسماك إلى البحر بسرعة .. وهى تسير في خط مرسوم ،... حيث تتهددها أخطار عمليات الصيد المكثفة التي قد تعرض تجمعاتها للدمار .
وفي المحيط الهادي تتجه أسراب السالمون القادمة من أسيا صوب الشرق ، بينما تتجه القادمة من أمريكا الشمالية صوب الغرب ويبدو أن طول هذه الرحلة -التي قد تستغرق ذهاباً وإياباً ثلاث سنوات - في طريقها إلى الزيادة .
وتكتسب الأسماك المهيأة للتولد ألوانا مميزة لهذه المرحلة ، يمكن التعرف عليها من خلالها ، وتتجه الإناث إلى إعداد ما يشبه الأعشاش بين حصى القاع النظيف ، ويصل عمق العش إلى قدم أو قدمين ، وفيها تدفن البيض الذي لا يلبث أن يتم تلقيحه بواسطة الذكور المتأهبة .
وقد صنفت الأسماك الى انواع ثلاثة هي : ـ
اولا : سمك المياه المالحة
ثانياً : سمك المياه العذبة
ثالثاً : السمك الانتقالي أي الذي يعيش فترة حياته في المياه العذبة وفترة اخرى منها في المياه المالحة او العكس
وسمك السالمون من النوع الثالث
. فالكبير والناضج منه الذي يتراوح عمره بين4-7سنوات يرحل من شواطئ قارة اوروبا متجهاً شمالاً الى المحيط الاطلنطي، قاطعاً مسافة تصل من 4-5 الاف كيلو متر ليلتقي مع سمك السالمون القادم من بحار شرق اميركا وشرق كندا، وتواصل رحلتها من الاطلنطي الى الانهار التي تصب مياهها في البحر، ثم تتفرق هذه الجماعات وتتجه كل مجموعة الى النهر الذي ولدت فيه سابقاً حيث تضع بيوضها، لتفقس سمكاً جديداً يخلف الاب الذي يموت بعيداً عنها. وسبحان الله الخالق الذي اوحى اليها للعودة الى النهر الذي ولدت فيه، وهي العملية الأشد اثارة وغرابة.. فجماعات الاسماك تتفرق كل منها الى النهر الذي ولدت فيه، بكيفية لا تزال موضع جدل..؟! حيث تسلك كل مجموعة عبر النهر باتجاه معاكس للتيار الى المنابع المائية والانهار الصغيرة ذات المياه الصافية
وما هذه الثقة التي تجعله مصراً على العودة ؟ حيّر هذا اللغز الغامض علماء الحيوان
ما جعلهم يجرون التجارب العديدة عليه فقد جيء ببيض مخصب لهذا السمك من احد الانهار الأمريكية والقوه في النهر (ويزر) في ألمانيا واخذ بالتفقيس وصار سمكاً صغيراً، لينطلق الى البحار ليكمل دورة نموه، وبعد اكتمال نضجه قام بهجرته المعتادة الى النهر الذي اخذ منه بيضاً
فسّر العلماء هذه المعجزة المحيّرة والعجيبة
انما تعود الى الذاكرة الكيميائية التي وهبها الله لهذه الاسماك والتي تتثبت جزئياتها كيميائياً في مراكز الشم، وسمك السالمون يتمتع بحاسة شم، ويتذوق رائحة ماء النهر التي تعبر فمه وخياشيمه، ثم يقارنها بما احتفظ به ارشيف ذاكرته من رائحة وطعم للماء الذي ولد فيه وبعد التأكد من تماثل الرائحتين، ينطلق في مسار لا يحيد عنه
وفعلاً وفي احدى التجارب.. اتلفت حاسة الشم لمجموعة من سمك هذا النوع، ما جعله يفقد القدرة على معرفة الاتجاه الصحيح للنهر الذي ولدت فيه وانتشرت انتشاراً عفوياً في اتجاهات مختلفة من النهر
وفسر علماء اخرون هذه العملية بطبيعة حركة الشمس، حيث يصحح السالمون مساره حسب توجه اشعة الشمس، بعد ان يصحح انحرافه داخل الماء
. اجريت تجربه عليه في حوض اسماك سلط عليه الضوء بنور صناعي، فوجد أن السالمون يعدل اتجاهه تعديلاً تدريجياً مع اتجاه الضوء، ويشترك بهذه الخاصية وهذه الحياة المليئة بالمعجزات، وهذه الرحلة القاتلة
وهذا مشهد غريب من المشاهد التي واجهها بعض سمك السلمون في هجرته العجيبة
وتعتبر اسماك السلمون موسم صيد لعديد من اكلات اللحوم
حيث تكون هدفا لاسماك القرش في بداية رحلتها
وتكون غذائا لا غني عنه للدببه
وصعوبات كثيرة تقابلها اسماك السلمون خلال رحلة الهجرة
حيث تنتهي في النهاية الي الوصول الي اراضيها الاصلية في الانهار ثم تقابل اخر تحدي والذي لن تنجو منه ما بقي منها وهو الموت كما مقدر لها
واترككم مع مجموعة من الصور عن رحلة سمك السلمون العجيبة
ومن هنا نبدأ.بسواحل النصف الشمالي للكرة الأرضية ، ففي تلك البلاد ، وفي ظلام العصور السحيقة ، عرف الإنسان الأول أسماك السالمون ، فبدأ بناء الحضارات والثقافات ، وفي اللغات القديمة ، أفردت لأسماك السالمون مظاهر الاحترام والترحيب ، وقد وصلت هذه المظاهر إلى حد أن الموت كان عقوبة من يلقي الفضلات والقاذورات في الأنهار ، حيث تقضي أسماك السالمون السنين الأولى من حياتها .
ويقوم سمك السالمون برحلة أو هجرة عجيبة خلال دورة حياته ، والتي تعد لغزا لم يقطع العلماء فيه بإجابة محددة حتى الآن .
وتولد أسماك السالمون في الأنهار ، لكنها لا تلبث أن تهجر هذه الأنهار - فتأخذ طريها إلى البحر المتسع (المياه المالحة) ، حيث يتم نموها حتى تصل إلى مرحلة النضج الجنسي التام ، فتقفل راجعة إلى موطنها الأول لإنجاز مهمة التناسل والموت على أرض الوطن .
وتعتمد أسماك السالمون في العالم على أنهار نصف الكرة الشمالي ، حيث تقضي بها أطوار حياتها الأولى ، لتجوب بعدها البحار ، فتختلط أسماك السالمون من مختلف الجنسيات ، ثم لا تلبث هذه الأسماك – مدفوعة بغريزة الرغبة في البقاء – أن يجتذبها الحنين إلى الوطن ، فيكون اتجاه عودتها إلى النهر واللافت للنظر أن هذه الأسماك على علم تام بخواص المنبت ... فهي مكونات البيئة التي ستضع فيها السمكة بيضها ، والتي ولدت هى ذاتها فيها ... وهنا يكتفي العلم بالقول بأنها "شفرات وراثية ..و"ميل" طبيعي .
وبعد ذلك تنطلق الأسماك إلى البحر بسرعة .. وهى تسير في خط مرسوم ،... حيث تتهددها أخطار عمليات الصيد المكثفة التي قد تعرض تجمعاتها للدمار .
وفي المحيط الهادي تتجه أسراب السالمون القادمة من أسيا صوب الشرق ، بينما تتجه القادمة من أمريكا الشمالية صوب الغرب ويبدو أن طول هذه الرحلة -التي قد تستغرق ذهاباً وإياباً ثلاث سنوات - في طريقها إلى الزيادة .
وتكتسب الأسماك المهيأة للتولد ألوانا مميزة لهذه المرحلة ، يمكن التعرف عليها من خلالها ، وتتجه الإناث إلى إعداد ما يشبه الأعشاش بين حصى القاع النظيف ، ويصل عمق العش إلى قدم أو قدمين ، وفيها تدفن البيض الذي لا يلبث أن يتم تلقيحه بواسطة الذكور المتأهبة .
وقد صنفت الأسماك الى انواع ثلاثة هي : ـ
اولا : سمك المياه المالحة
ثانياً : سمك المياه العذبة
ثالثاً : السمك الانتقالي أي الذي يعيش فترة حياته في المياه العذبة وفترة اخرى منها في المياه المالحة او العكس
وسمك السالمون من النوع الثالث
. فالكبير والناضج منه الذي يتراوح عمره بين4-7سنوات يرحل من شواطئ قارة اوروبا متجهاً شمالاً الى المحيط الاطلنطي، قاطعاً مسافة تصل من 4-5 الاف كيلو متر ليلتقي مع سمك السالمون القادم من بحار شرق اميركا وشرق كندا، وتواصل رحلتها من الاطلنطي الى الانهار التي تصب مياهها في البحر، ثم تتفرق هذه الجماعات وتتجه كل مجموعة الى النهر الذي ولدت فيه سابقاً حيث تضع بيوضها، لتفقس سمكاً جديداً يخلف الاب الذي يموت بعيداً عنها. وسبحان الله الخالق الذي اوحى اليها للعودة الى النهر الذي ولدت فيه، وهي العملية الأشد اثارة وغرابة.. فجماعات الاسماك تتفرق كل منها الى النهر الذي ولدت فيه، بكيفية لا تزال موضع جدل..؟! حيث تسلك كل مجموعة عبر النهر باتجاه معاكس للتيار الى المنابع المائية والانهار الصغيرة ذات المياه الصافية
وما هذه الثقة التي تجعله مصراً على العودة ؟ حيّر هذا اللغز الغامض علماء الحيوان
ما جعلهم يجرون التجارب العديدة عليه فقد جيء ببيض مخصب لهذا السمك من احد الانهار الأمريكية والقوه في النهر (ويزر) في ألمانيا واخذ بالتفقيس وصار سمكاً صغيراً، لينطلق الى البحار ليكمل دورة نموه، وبعد اكتمال نضجه قام بهجرته المعتادة الى النهر الذي اخذ منه بيضاً
فسّر العلماء هذه المعجزة المحيّرة والعجيبة
انما تعود الى الذاكرة الكيميائية التي وهبها الله لهذه الاسماك والتي تتثبت جزئياتها كيميائياً في مراكز الشم، وسمك السالمون يتمتع بحاسة شم، ويتذوق رائحة ماء النهر التي تعبر فمه وخياشيمه، ثم يقارنها بما احتفظ به ارشيف ذاكرته من رائحة وطعم للماء الذي ولد فيه وبعد التأكد من تماثل الرائحتين، ينطلق في مسار لا يحيد عنه
وفعلاً وفي احدى التجارب.. اتلفت حاسة الشم لمجموعة من سمك هذا النوع، ما جعله يفقد القدرة على معرفة الاتجاه الصحيح للنهر الذي ولدت فيه وانتشرت انتشاراً عفوياً في اتجاهات مختلفة من النهر
وفسر علماء اخرون هذه العملية بطبيعة حركة الشمس، حيث يصحح السالمون مساره حسب توجه اشعة الشمس، بعد ان يصحح انحرافه داخل الماء
. اجريت تجربه عليه في حوض اسماك سلط عليه الضوء بنور صناعي، فوجد أن السالمون يعدل اتجاهه تعديلاً تدريجياً مع اتجاه الضوء، ويشترك بهذه الخاصية وهذه الحياة المليئة بالمعجزات، وهذه الرحلة القاتلة
وهذا مشهد غريب من المشاهد التي واجهها بعض سمك السلمون في هجرته العجيبة
وتعتبر اسماك السلمون موسم صيد لعديد من اكلات اللحوم
حيث تكون هدفا لاسماك القرش في بداية رحلتها
وتكون غذائا لا غني عنه للدببه
وصعوبات كثيرة تقابلها اسماك السلمون خلال رحلة الهجرة
حيث تنتهي في النهاية الي الوصول الي اراضيها الاصلية في الانهار ثم تقابل اخر تحدي والذي لن تنجو منه ما بقي منها وهو الموت كما مقدر لها
واترككم مع مجموعة من الصور عن رحلة سمك السلمون العجيبة
You are so awesome! I do not believe I've read through something like this before. So great to find another person with some unique thoughts on this topic. Really.. many thanks for starting this up. This web site is one thing that's
ردحذفneeded on the web, someone with a bit of originality!
Have a look at my homepage; iphone 5 nano