تصدّرت مايكروسوفت المشهد التقني والأخبار التقنية في الفترة الأخيرة بعد إطلاقها للنسخة العاشرة من نظام ويندوز في شهر يوليو/تموز من العام الجاري.
النسخة الجديدة قدمت مجموعة كبيرة من الميّزات التي أعادت نظام تشغيل مايكروسوفت إلى الواجهة من جديد خصوصًا مع توافق النظام مع جميع الأجهزة بشكل افتراضي، مما يسمح للمطوريين بكتابة تطبيقاتهم مرة واحدة فقط لتعمل على الهواتف الذكية، الحواسب اللوحية أو المحمولة التي تعمل بويندوز 10.
هذه الميّزات لم تكن السبب الرئيسي الذي جعل مايكروسوفت تظهر في الصفحة الرئيسية لأي موقع أو مدونة تقنية، لأن انتهاك خصوصية المُستخدم في ويندوز 10 هو من غطّى عليها.
على الشبكات الإجتماعية مثل فيس بوك أو تويتر، بدأت الكثير من المجموعات بنشر أخبار تتعلق باتفاقية استخدام النظام الجديد والتي تحوي على بند ذكر حرفيًا شرعية مايكروسوفت في قراءة، تخزين أو تحليل بيانات المُستخدم المُخزّنة عندما ترى الشركة ضرورة لذلك. وما عقّد الموقف أكثر، رفض مايكروسوفت للتعليق في أكثر من رسالة أُرسلت لها من أكبر المواقع التقنية عالميًا.
وبعد اتفاقية المُستخدم ظهرت قضية مواقع تبادل الملفات باستخدام بروتوكول تورنت، حيث بدأت بعض المجموعات المسؤولة عن خوادم التتبع Trackers بمنع أعضاءها الذين يستخدمون ويندوز 10 من الوصول إليها بحجة أن مايكروسوفت تقوم بقراءة محتويات القرص الصلب وتُرسله لخوادمها لتعمل على تحليله.
هذه القضية لا تحتاج للكثير من الخبرات للتأكد منها، حيث يُمكن لأي شخص يجيد استخدام برامج تحليل الشبكة الإطلاع على جميع الطلبات التي يقوم بها النظام للتأكد من وجود طلبات مُباشرة إلى خوادم مايكروسوفت وقراءة البيانات التي تُرسل أو تُستقبل، وهو ما فشل أي شخص في إثباته حتى الآن مما يعني أن مايكروسوفت بريئة – حتى هذه اللحظة – من أي اتهام بهذا الخصوص.
أما موضوع اتفاقية المُستخدم، فمن قام بالترويج للبند الذي يتحدث عن حقوق مايكروسوفت في قراءة، تخزين أو تحليل بيانات المُستخدم كان يهدف بمهاجمة الشركة فقط، لأن هذا البند يستند على بند آخر تذكر فيه مايكروسوفت أن البيانات المقصودة هي البيانات المُخزّنة سحابيًا على خدمتها للتخزين السحابي.
هذا يعني أن مُستخدمي خدمة ون درايف للتخزين السحابي، سكايب، بريد آوت لوك أو أي خدمة سحابية أُخرى من مايكروسوفت هم فقط من تشملهم هذه البنود.
قد لا يشفع ارتباط البندين معًا لمايكروسوفت لأن انتهاك الخصوصية موجود بالفعل، لكن لماذا ترغب مايكروسوفت بالإطلاع على بيانات المُستخدم ؟!
بدايةً يجب الأخذ بعين الاعتبار طلبات بعض الحكومات، حيث اعتادت حكومات مثل الأمريكية على طلب بيانات المُستخدمين من تويتر، وفيس بوك بالإضافة إلى جوجل، وآبل، ومايكروسوفت.
وبعيدًا عن الطلبات الحكومية، علّلت مايكروسوفت تحليل بيانات المُستخدم بأنها تُستخدمه لأغراض تحسين ذكاء أنظمتها وبرامجها.
نعم، مايكروسوفت ليست لوحدها من يقوم بذلك، فمُستخدمي تطبيق صور جوجل الذي يسمح بتخزين الصور ومقاطع الفيديو على السحاب ودون قيود على المساحة يعلمون تمامًا أن التطبيق يحوي على خوارزميات تقوم بتحليل محتوى كل صورة من أجل وضعها في ألبومات ذكية لتسهيل الوصول إليها وهذا يعني أن بيانات المُستخدم يتم الاطلاع عليها بشكل كامل.
وبعيدًا عن جوجل التي سبق وأن واجهت سيلًا من الانتقادات بسبب تخزين عمليات بحث المُستخدم، موقعه الجغرافي أو نشاطه على الإنترنت، تأتي شركة آبل إلى الواجهة، فهي أيضًا معنية بنفس القضايا وغيرها الكثير من الشركات.
لا يُمكننا كمُستخدمين للتقنية لوم أي شركة على هذا النوع من الممارسات، فكيف يُمكن لأي شركة رفع نسبة ذكاء أجهزتها وبرمجياتها دون تحليل بيانات وحاجيات المُستخدم؟ كيف يُمكن لشركة بحجم جوجل عرض اقتراحات أثناء كتابة كلمة البحث أو عرض المعلومات بأفضل طريقة مُمكنة للمُستخدم ؟
للأسف كانت مايكروسوفت الضحية الكُبرى وكبش الفداء بهذا الخصوص، فجميع الشركات التقنية دون استثناء ذكرت هذا النوع من المُمارسات ضمن اتفاقيات الاستخدام الخاصة بها مانحة لنفسها الحق في مُعظم الحالات.
العيب الأول والأخير يقع على عاتقنا كمُستخدمين، فنحن ما زلنا نبحث عن خصوصية وأمان على الإنترنت على الرغم من الانفتاح الكبير الذي وصلت إليه الشبكة خصوصًا مع عصر شبكات التواصل الاجتماعي.
مايكروسوفت ليست الحمل الوديع في هذه القضية، ولا آبل، ولا فيس بوك ولا غيرهم من الشركات التقنية الكُبرى، لكن التضخيم الإعلامي لهذه المسألة أدى للتأثير قليلًا على سرعة تبني المُستخدمين لنظام ويندوز 10 الذي يدمج خدماته السحابية داخل النظام ويسمح بتخزين الملفات بشكل فوري على الإنترنت والذي في هذه الحالة فقط يقوم بالإطلاع على البيانات وقراءتها لتحليلها ومحاولة تقديم أدوات مُفيدة للمُستخدم.
باختصار، لا وجود للخصوصية على الإنترنت بشكل كامل، ولا يُمكن الحصول على أنظمة ذكية تُسهّل حياة المُستخدم النهائي دون التضحية بشيء، فالأطباء لم يصلوا إلى عقار لعلاج إنلفونزا الطيور دون تجربة بعض العقاقير على بعض المرضى – بعد موافقتهم طبعًا – والشركات التقنية لا تُحلل بيانتنا دون موافقتنا المُتمثّلة في الضغط على زر “أوافق على شروط الخدمة” التي لا نقرأها في أغلب الأوقات.
منقول للفائدة
النسخة الجديدة قدمت مجموعة كبيرة من الميّزات التي أعادت نظام تشغيل مايكروسوفت إلى الواجهة من جديد خصوصًا مع توافق النظام مع جميع الأجهزة بشكل افتراضي، مما يسمح للمطوريين بكتابة تطبيقاتهم مرة واحدة فقط لتعمل على الهواتف الذكية، الحواسب اللوحية أو المحمولة التي تعمل بويندوز 10.
هذه الميّزات لم تكن السبب الرئيسي الذي جعل مايكروسوفت تظهر في الصفحة الرئيسية لأي موقع أو مدونة تقنية، لأن انتهاك خصوصية المُستخدم في ويندوز 10 هو من غطّى عليها.
على الشبكات الإجتماعية مثل فيس بوك أو تويتر، بدأت الكثير من المجموعات بنشر أخبار تتعلق باتفاقية استخدام النظام الجديد والتي تحوي على بند ذكر حرفيًا شرعية مايكروسوفت في قراءة، تخزين أو تحليل بيانات المُستخدم المُخزّنة عندما ترى الشركة ضرورة لذلك. وما عقّد الموقف أكثر، رفض مايكروسوفت للتعليق في أكثر من رسالة أُرسلت لها من أكبر المواقع التقنية عالميًا.
وبعد اتفاقية المُستخدم ظهرت قضية مواقع تبادل الملفات باستخدام بروتوكول تورنت، حيث بدأت بعض المجموعات المسؤولة عن خوادم التتبع Trackers بمنع أعضاءها الذين يستخدمون ويندوز 10 من الوصول إليها بحجة أن مايكروسوفت تقوم بقراءة محتويات القرص الصلب وتُرسله لخوادمها لتعمل على تحليله.
هذه القضية لا تحتاج للكثير من الخبرات للتأكد منها، حيث يُمكن لأي شخص يجيد استخدام برامج تحليل الشبكة الإطلاع على جميع الطلبات التي يقوم بها النظام للتأكد من وجود طلبات مُباشرة إلى خوادم مايكروسوفت وقراءة البيانات التي تُرسل أو تُستقبل، وهو ما فشل أي شخص في إثباته حتى الآن مما يعني أن مايكروسوفت بريئة – حتى هذه اللحظة – من أي اتهام بهذا الخصوص.
أما موضوع اتفاقية المُستخدم، فمن قام بالترويج للبند الذي يتحدث عن حقوق مايكروسوفت في قراءة، تخزين أو تحليل بيانات المُستخدم كان يهدف بمهاجمة الشركة فقط، لأن هذا البند يستند على بند آخر تذكر فيه مايكروسوفت أن البيانات المقصودة هي البيانات المُخزّنة سحابيًا على خدمتها للتخزين السحابي.
هذا يعني أن مُستخدمي خدمة ون درايف للتخزين السحابي، سكايب، بريد آوت لوك أو أي خدمة سحابية أُخرى من مايكروسوفت هم فقط من تشملهم هذه البنود.
قد لا يشفع ارتباط البندين معًا لمايكروسوفت لأن انتهاك الخصوصية موجود بالفعل، لكن لماذا ترغب مايكروسوفت بالإطلاع على بيانات المُستخدم ؟!
بدايةً يجب الأخذ بعين الاعتبار طلبات بعض الحكومات، حيث اعتادت حكومات مثل الأمريكية على طلب بيانات المُستخدمين من تويتر، وفيس بوك بالإضافة إلى جوجل، وآبل، ومايكروسوفت.
وبعيدًا عن الطلبات الحكومية، علّلت مايكروسوفت تحليل بيانات المُستخدم بأنها تُستخدمه لأغراض تحسين ذكاء أنظمتها وبرامجها.
نعم، مايكروسوفت ليست لوحدها من يقوم بذلك، فمُستخدمي تطبيق صور جوجل الذي يسمح بتخزين الصور ومقاطع الفيديو على السحاب ودون قيود على المساحة يعلمون تمامًا أن التطبيق يحوي على خوارزميات تقوم بتحليل محتوى كل صورة من أجل وضعها في ألبومات ذكية لتسهيل الوصول إليها وهذا يعني أن بيانات المُستخدم يتم الاطلاع عليها بشكل كامل.
وبعيدًا عن جوجل التي سبق وأن واجهت سيلًا من الانتقادات بسبب تخزين عمليات بحث المُستخدم، موقعه الجغرافي أو نشاطه على الإنترنت، تأتي شركة آبل إلى الواجهة، فهي أيضًا معنية بنفس القضايا وغيرها الكثير من الشركات.
لا يُمكننا كمُستخدمين للتقنية لوم أي شركة على هذا النوع من الممارسات، فكيف يُمكن لأي شركة رفع نسبة ذكاء أجهزتها وبرمجياتها دون تحليل بيانات وحاجيات المُستخدم؟ كيف يُمكن لشركة بحجم جوجل عرض اقتراحات أثناء كتابة كلمة البحث أو عرض المعلومات بأفضل طريقة مُمكنة للمُستخدم ؟
للأسف كانت مايكروسوفت الضحية الكُبرى وكبش الفداء بهذا الخصوص، فجميع الشركات التقنية دون استثناء ذكرت هذا النوع من المُمارسات ضمن اتفاقيات الاستخدام الخاصة بها مانحة لنفسها الحق في مُعظم الحالات.
العيب الأول والأخير يقع على عاتقنا كمُستخدمين، فنحن ما زلنا نبحث عن خصوصية وأمان على الإنترنت على الرغم من الانفتاح الكبير الذي وصلت إليه الشبكة خصوصًا مع عصر شبكات التواصل الاجتماعي.
مايكروسوفت ليست الحمل الوديع في هذه القضية، ولا آبل، ولا فيس بوك ولا غيرهم من الشركات التقنية الكُبرى، لكن التضخيم الإعلامي لهذه المسألة أدى للتأثير قليلًا على سرعة تبني المُستخدمين لنظام ويندوز 10 الذي يدمج خدماته السحابية داخل النظام ويسمح بتخزين الملفات بشكل فوري على الإنترنت والذي في هذه الحالة فقط يقوم بالإطلاع على البيانات وقراءتها لتحليلها ومحاولة تقديم أدوات مُفيدة للمُستخدم.
باختصار، لا وجود للخصوصية على الإنترنت بشكل كامل، ولا يُمكن الحصول على أنظمة ذكية تُسهّل حياة المُستخدم النهائي دون التضحية بشيء، فالأطباء لم يصلوا إلى عقار لعلاج إنلفونزا الطيور دون تجربة بعض العقاقير على بعض المرضى – بعد موافقتهم طبعًا – والشركات التقنية لا تُحلل بيانتنا دون موافقتنا المُتمثّلة في الضغط على زر “أوافق على شروط الخدمة” التي لا نقرأها في أغلب الأوقات.
منقول للفائدة
تعليقات
إرسال تعليق