قال تعالى " وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة " ( البقره : 30)
قال الحافظ بن كثير رحمه الله : يخبر تعالى بامتنانه على بنى آدم بتنويهه بذكرهم فى الملأ الأعلى قبل إيجادهم فقال تعالى " وإذ قال ربك للملائكه " أى أقصص يا محمد على قومك ذلك : " إنى جاعل فى الأرض خليفة " أى قوما يخلف بعضهم بعضا قرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل كما قال تعالى " وهو الذى جعلكم خلائف الأرض " وهذا هو الصواب فى تفسير " خليفة " لا قول من يقول أن آدم خليفة الله فى الأرض مستدلا بقوله تعالى : إنى جاعل فى الأرض خليفة .
" قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك " (البقرة :30 )
إن الملائكة قالوا هذا الكلام على وجه الاستعلام عن وجه الحكمة لا على وجه الاعتراض والتنقص لبنى آدم والحسد لهم .
قال القاسمى : هذا تعجب من أن يستخلف لعمارة الأرض واصلاحها من يفسد فيها واستعلام عن الحكمة فى ذلك . أى : كيف تستخلف هؤلاء مع أن منهم من يفسد الأرض ويسفك الدماء فإن كان المراد عبادتك فنحن نسبح بحمدك ونقدس لك _ أى لا يصدر عنا شئ من ذلك وهلا وقع الاقتصار علينا ؟ فقال تعالى مجيبا لهم " إنى أعلم ما لا تعلمون " أى : إن لى حكمة فى خلق الخليقة لا تعلمونها .
تعليقات
إرسال تعليق